کد مطلب:219976 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:161

دخول الحمام فی أحادیث أهل البیت
اعلم أن المستفاد من الأخبار علی وجه الجزم محبوبیة النظافة والزینة اللایقة بالمكلف للشارع الحكیم غایة المحبوبیة، و مبغوضیة القذارة والكسافة عنده نهایة البغض، و من أمعن النظر وجد ذلك بعین الیقین، وشرح آداب التنظیفات والتزیینات یقع فی مقامین:

فی التنظیفات المندوب الیها

و هی أمور:

الأول: تنظیف الجسد والثیاب و ازالة نتنها و ریحهما و وسخهما، و حسن ذلك مما استفاض به الأخبار، حتی ورد أن الله سبحانه یبغض من عباده القاذورة. و أن غسل الثیاب یذهب بالهم والحزن، و هو طهور الصلاة.

الثانی: الاستحمام، فانه مسنون سیما اذا تذكر نار الآخرة عند دخوله، وقد استفاض عن رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم و أمیرالمؤمنین علیه السلام مدح الحمام بقولهما: نعم البیت الحمام، یذكر النار، و یذهب بالدرن والأذی. و عن النبی صلی الله علیه و آله وسلم أنه دواء البلغم.



[ صفحه 540]



و ما ورد عن بعض الأئمة علیهم السلام من الجمع بین الذم والمدح محمول علی التقیة، لقول عمر: بئس البیت الحمام، یكثیر فیه العناء، و یقل فیه الحیاء. و هو مبنی منه علی ما جعله شعاره من مخالفة أمیرالمؤمنین علیه السلام مهما أمكنه، و الا فالحمام یذهب بالعناء بالوجدان، و قلة الحیاء فیه انما هی بالنسبة الی من لم یتأدب بآداب الشرع، ولم یستر ما بین السرة والركبة، و لیست شعری كیف یعقل خفاء ذلك علی معدنی الحیاء والعفة و بان لمن خلی عنه بالمرة؟ كما یكشف عنه ما ارتكبه مع أهل الكساء من قضایاه.

وعلی أی حال فیستحب دخول الحمام یوما، و تركه یوما للأمر به، لأنه یكثر اللحم و یسمن. و یكره ادمانه كل یوم للنهی عنه، معللا بأنه یذیب لحم الجسد،و شحم الكلیتین، و یورث السل.

و یجب فیه كغیره عند وجود الناظر المحترم ستر العورة، فان لم یستر كان كل من الناظر والمنظور الیه ملعونا.

و یستحب ستر ما عداه من السرة الی الركبة.

و یستحب فیه كغیره ستر العورة عند عدم وجود الناظر المحترم حذرا من أن ینظر الشیطان الی العورة فیطمع فیها، وورد أن من دخل الحمام بمئزر ساتر لعورته ستره الله بستره.

ویكره دخول ماء الحمام و غیره بغیر مئزر، لأن للماء أهلا و عمارا و سكانا من الملائكة. كما یكره الغسل تحت السماء بغیر مئزر لاحترام الملائكة.

و یجوز دخول الرجل مع جورابه الحمام اذا كان علیه و علیهن الأزر، و یكره كونهم عراة كالحمر [1] ینظر بعضهم الی سوأة بعض.

و یستحب لمن یدخل الحمام أن یقول فی البیت الذی ینزع فیه الثیاب: «اللهم انزع عنی ربقة النفاق، و ثبتنی علی الایمان».



[ صفحه 541]



و فی البیت الذی هو بین المسلخ و بین محل الجلوس: «اللهم انی أعوذ بك من شر نفسی، و أستعیذ بك من أذاه».

و فی البیت الثانی: «اللهم اذهب عنی الرجس النجس، و طهر جسدی و قلبی».

و یستحب أن یأخذ فیه من الماء الحار و یضعه علی هامته، و یصب منه علی رجلیه، و یبلغ منه جرعة ان أمكن، لأنه ینقی المثانة، و أن یلبث فی البیت الثانی ساعة ثم یدخل البیت الثالث و یقول: «نعوذ بالله من النار و نسأله الجنة». و یردد هذه المقالة الی أن یخرج من البیت الحار الذی فیه الماء.

و یكره دخول الحمام اذا لم یكن فی الجوف ما یطفی وهج المعدة.

و یستحب أكل شی ء قبل الدخول، لأنه أقوی للبدن، و یطفی المرارة، و یسكن حرارة الجوف.

وقد ورد النهی عن دخوله علی الریق. و كذا یكره دخوله علی الامتلاء للنهی عنه. نعم ورد أن دخول الحمام علی الریق ینقی البلغم و یذیب اللحم، و بعد الأكل ینقی المرة، و علی الشبع یزید اللحم.


[1] الحمر: جمع الحمار من ذوات الأربع أهليا كان أو وحشيا. لسان العرب: 4 / 212 والكراهة هنا أعم من الحرمة لأن الناظر اذا كان يحل له النظر كالزوج الي الزوجة كان في المقام مكروها أي غير مرغوب فيه و اذا كان الناظر أجنبيا كانت التعرية محرمة بلا ريب فتفطن.